Admin
Admin
المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 22/05/2010
 |  موضوع: من يوميات محامى فى الأرياف رسالة الى النائب العام  الإثنين يوليو 26, 2010 11:10 am | |
| من يوميات محامى فى الأرياف
رسالة الى النائب العام
بقلم : علاء السيد النفيلى المحامى
فى يوم من أيام عمرى رحت قاهرة المعز لقضاء بعض الأعمال ومقابلة الأحباب والأصدقاء قادما من الأرياف .. وبعد قضاء المصالح كانت العوده فى القطار القشاش وبه عربة مستعارة من جراج المواصلات يقال عليها مكيفه رائحة المجارى تزكم الأنوف وكأنى راحل فى عربة مجارى درجه تانيه مكيفه ومعها تبرع بجنيه للهلال الأحمر إجبارى ياسيد .. ولكن مع هواء الطبيعه الخلابه التى يخترقها قطار الأحلام توارت رائحة المجارى ... وفى محاولة لجذب النوم الى جفونى قطع رنين التليفون شجونى فكان الإستنجاد بمواطن من مواطنى هذا الزمان يطلب حضورى كمحامى ووكيل له تحقيقا فى محضر من المحاضر التى تسطر ويكون فيها قطع الرقاب .. فأوكلت المهمة لمحاميه بمكتبى فذهبت لتبدأ رحلة العذاب ورحيل المتهم من الشرطه عرضا على النيابه .. وكانت التأشيره سؤال المتهم عن الإتهام وإجراء التحريات فكان مصير المتهم المبيت مع مراعاة مدة الحجز القانونيه .. وفى صباح اليوم التالى كانت المعاناه فى تحديد مصير الناس من أصحاب الكوسه والذى كان .. فبعد إلحاح سطر سيادته التحريات وأرسلها مع المحضر بداخل مظروف .. وكما هو المعروف فأنها جاءت من بين السطور لتؤكد الأتهام فى جزء ما .. والباقى حسب ماسيتم بعد القرار .. وبالعرض على المدير كان القرار إجراء التحقيقات بمعرفة وكيل النائب العام .. فصال وجال وصولا لإتهام وبعد الأنكار وإبعاد التهمه وإنتهاء التحقيقات .. كان الصعود والنزول وأخذ رأى المدير وتلقى التعليمات عبر أثير التليفونات والمدير معاه .. كان القرار الكفاله بخمسة ألاف من الجنيهات أو الحبس أربعة أيام .. وأرتضى الموكل بالمقدر والمكتوب وأرسل لتدبير الكفاله ورحل بمحضره الى الشرطة لتنفيذ القرار ... إلا أن المفاجأة كانت فى الأنتظار هى عدم قبول الكفاله من المتهم ده بالذات .. ليه ياساده فكانت الحجج موجوده .. ولأن اليوم الخميس وبعده الجمعه والخزينه بتاع المحكمة مقفوله يبقى ماعليه إلا الرضوخ لأمر الساده .. فقلنا نروح نشترى شوية كوسة من عند عم قرع .. ونجيب كمان عضوة مجلس الشعب تشوف السبب أيه .. ومع الضغط على سيادته قال ياناس روحوا إشتكونى بصراحه فى تعليمات شفويه وقويه بعدم قبول الكفاله من الشخص ده بالذات .. فتم تسطير الشكوى الى سيادة وكيل النائب العام فى الأرياف .. فدار الحوار بين المحامى والوكيل فى الأستراحه بعد أن خرج ومعه الورقه وقال يعنى فيها أيه ياأستاذ لما يقعد ليوم السبت .... فكان ردى عليه/ طالما سيدى تريده محبوسا ليوم السبت فماكان عليكم إلا أن تأمروا بحبسة أربعة أيام على ذمة التحقيق .. فرد / مايمكن عليه أى حاجه .. قلت له/ لايوجد عليه أحكام لأنى محاميه وأعرف ماله وماعليه .. قال/ هو فعلا ممنوع قبول الكفالات فى الشرطه .. قلت له/ يوجد دفتر لقبول الضمان المالى فى حالة غلق خزينة المحكمه وتعليمات النيابه والقوانين المنظمه تقضى بذلك
فى النهايه بعد هذا الحوار أنتهى الى القول/ أذهب الى الشرطه وأن سوف أتصل بيهم لقبول الكفاله بس بشرط .. أن المتهم سيخرج صباح الجمعه ... قلنا ماشى ياباشا.
فقد أتضح أن فى زماننا هذا القوانين معطله ولاتفعل الا عند الحاجه .. وأن الوسطه هى أقوى من أى قانون .. ولكن أن تكون الوسطه لمحامى الشعب التى هى النيابه العامه كنت أشك إلا أن ماعرضته أيقنت أننا فى بلد أصبح فيها القانون مغيب وأن العداله أصبحت فى أجازه .. وأتضح أن رجل الشرطه كان محق عندما قرر أنه لديه تعليمات من النيابه بعدم قبول الكفاله لتأديب وتهذيب المتهم البرىء ( حتى تثبت إدانته).. وبالفعل أيقنت وتحققت بنفسى من هذا وأنتهيت الى أن الوضع أصبح غير عادى وأن القوة أصبحت هى لغة العصر وقد تكون قوة المنصب .. سطوة المال ... قوة القرابه .. وقد تكون قوة ثلاثيه أخلت بميزان العداله .. فهذه يوميه من يوميات محامى من الأرياف أهديها الى سيادة النائب العام ليحقق فيها إن أراد أو يكشف عن بعدها إن أراد ومعى رقم المحضر إن أراد .
وفى النهايه لكى الله يا مصر.................... | |
|
